مقطوفات من البيان والنطق والعجز عن الإيضاح
الحمدلله الباري والصلاة والسلام على صاحب الرسالة والنجم الساري أما بعد : استعاذ العلماء قديماً وحديثاً من العي والحصر وهو عدم القدرة على الخطاب والتعبير ومما ثبت في هذا وتكلم به (الجاحظ) في كتابه " البيان والتبيين " حيث قال في مقدمة الكتاب : " اللهم إنا نعوذ بك من فتنة القول كما نعوذ بك من فتنة العمل ونعوذ بك من التكلف لما لانحسن كما نعوذ بك من العجب بما نحسن ونعوذ بك من السلاطة والهذركما نعوذ بك من العي والحصر وقديماً ماتعوذوا من شرهما وتضرعوا إلى الله في السلامة منهما " . ثم سرد بعض الأبيات التي تبين عوذ العلماء من هذين الأمرين (العي والحصر) فذكر قول النمر بن تولب : أعذني رب من حصرٍ وعيِ * ومن نفسٍ أعالجها علاجا " وقال الهذلي ـ أبوالعيال الهذلي ـ : ولاحصرٌ بخطبته * إذا ماعزت الخطب وقال مكي بن سواده : حصِرٌ مسْهبٌ جريءٌ جبانٌ * خير عي الرجال عي السكوت وقال الآخر : مليءٌ ببهرٍ والتفات وسعلة * ومسحة عثنونٍ وفتل أصابع ومما ذموا به العي قوله : ومابي من عي ولا أنطق الخنا * إذا جمع الأقوام في الخطب محفل وقال الراجز وهو يمتح بدلوه : علقت ياحارث عند