قضية الجن والشياطين في بعض الأديان غير الإسلاميه .

إن من الأديان التي تناولت قضايا الجن والشياطين في الأديان غير السماوية الديانة البوذية والكونفوشيوسيه وهذه الديانة ـ أي الكنفوشيوسيه ـ  هي الديانه الأولى في جمهورية الصين الشعبيه ويأتي بعدها الديانة البوذيه  وتنسب الديانة الكونفوشيوسية إلى كونفوشيوس اسمه الأصلي (كونغ فوتس ) الذي عاش قرابة اثنين وسبعون عاماً مابين 551 قبل الميلاد إلى عام 479قبل الميلاد أيضاً , ومعنى هذا الإسم مركب من فوتس الذي معناه :الأستاذ أو الحكيم  , وكونغ وهو اسم مركب وقد حرف الإسم إلى (كونفوشيوس )وإلا المفترض أن تسمى (الكنغفوتسيه) ومما يذكر عن مؤسس الكونفوشيوسة هذا أنه رحل في تثبيت مذهبه ونحلته الباطلة في أرجاء الصين ونشرها هناك فكان ينادي بالأخلاق وبالحياة العائلية المثالية وهو لايؤمن بالله جل جلاله وقد ذكر صاحب كتاب (الجن والشياطين بين العلم والدين) أنه كان يقول عن نفسه في كتاب المحاورات :" انصرفت لطلب العلم وأنا في الخامسة عشر من عمري وفي الثلاثين التزمت جادة الفضيله وفي الأربعين لم يكن في نفسي أي ريب من حقائق الأشياء وعلمت القضاء والقدر وأنا في الخمسين وأصغت إلى أذني بالحق عارفاً فاهماً له وأنا في الستين ولم أتجاوز حدود السلوك القويم إلا وأنا في السبعين " .
وأما البوذية فلابد من إشارة لها حتى يتم معرفة هذه الديانة ومعتقدها عن الشياطين فهي تنسب إلى بوذا الذي عاش من عام563 قبل الميلاد إلى عام 483قبل الميلاد أي في أثناء الفترة ـ تقريباً ـ التي عاشها كونغ فوتس مؤسس الكنونفوشيوسيه واسمه :(سذهانا) وعائلته تدعى غوتما وأما بوذا هذا فهو لقب فقط ومعناه " المنَور " أو " العالم " وعقيدته أنه لايقربإله وركن العقيدة عنده هو : التجرد والزهد تخلصاً من الشهوات والألم وطريقها يعود إلى الفناء التام ـ أي تزهد لكي تتخلص من الشهوات والآلام  كلها ـ ومبدأ التأمل والتفكير هو من أساسيات ديانة "بوذا " وله أتباع كثيرون في الصين ونيبال والهند الصينيه وكوريا والتبت الصينية واليابان  .
وأما اعتقاد البوذية والكونفوشيوسية في الجن والشياطين فقد ذكر صاحب كتاب ( الجن والشياطين بين العلم والدين ) عن هذا الشأن مانصه : " ومن تلك الخرافات التي وصلت إلى حد الإيمان عند الكونفوشيسيين والبوذيين الإعتقاد في الشياطين والأرواح الشريرة المتمثلة بالجن وتتمثل هذه الخرافات في بربط وتوثيق الجن والشياطين في العواصف وا لرعد والبرق وغيرها . . .  وأن هناك أنواع سيئة من الجن والشياطين يسكنون الجبال . .  وتقص بعدها الروايات حول أحد المؤمنين من قتل أحد مردة الشياطين في الجبال .
وقد وصل الاعتقاد هذا إلى أمور عديدة منها الاعتقاد الذي يسود أغلب الصينيين في النصف الأول في القرن التاسع عشر حيث كان الأعمال لايشغلون أي مبنى إلا بعد استشارة طاردي الشياطين , والطريف في الأمر أن هناك كاتب أمريكي أراد أن ينشئ مكتباً يزاول فيه عمله كمراسل للصحف الأمريكية في الصين , فما كان الجواب إلا أن يستعين بأحد طاردي الشياطين وإلا لن يتعامل معه أحد , فاضطر للرضوخ إلى مطلبهم " .
ومما ورد أيضاً أنه لايستطيع أي فلاح صيني أن يزرع أرضه حتى يتولى الكهنة طاردي الشياطين منهم طرد الشياطين عن تلك الأرض م قابل تبرع يقدمه للمعبد هناك وكذلك قبل أن يجني المحصول الزراعي فلابد من الإستعانة بكهنة المعبد لطرد الشياطين مرة أخرى مقابل تبرع آخر .
بل وصل بهم الحال أنهم يتشاءمون من العمل في التنقيب بباطن الأرض لأن ذلك يزعج العالم السفلي الذي هو عالم الجن والشياطين عندهم حتى لاتغضب وتتنتقم من البشر ولذلك ظلت ثروات طبيعية هائلة في الصين والهند وماحولها ممن يدين بهذه الديانة لم يتم البحث والتنقيب عنها بسبب هذا المعتقد الباطل , وهناك روايات كثيرة لاحصر لها ولا عد ولعلنا نكتفي بهذا

            وبالله التوفيق والسداد وهو الهادي لدرب الرشاد . 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محمد بن ثنيان ( الجد الأكبر لعائلة الثنيان ) توثيق تاريخي

أحاديث لايعرفها الكثير من الناس

ماهو شاهين ؟ ؟ الحاسب العملاق shaheen super computer