أحاديث زل بها أناس

عندما ترى أحاديث الإمامة والبيعة  في كتب السنة تجد أنها كثيرة ومتواترة في الأمر بالسمع والطاعة وامتثال أمر الوالي والأمير الذي ولي على طائفة من المسلمين إلا حين الأمر بمعصيه ,  ولكن هناك أحاديث قد غابت عن أناس ممن خرجوا على الأئمة وعلى الولاة لم يسمعوها ولم تكن في حسبانهم وزل بها كثير من الناس أكثر من غيرها وليس الذي خرج فقط بل الذي لم يخرج ممن حرض على الخروج على الولاة أو ساعد على الخروج عليهم .
من هذه الأحاديث حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه الذي رواه مسلم في صحيحه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يكون بعدي أئمة لايهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيكم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان انس " قلت : كيف أصنع إن أدركت ذلك ؟ قال : "تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك واخذ مالك " . فانظر لهذا الحديث الذي هو صريح واضح وبين فاضح لطريقة هؤلاء المفسدين في الأرض الذين همهم هو حصول مرادهم بأي طريقة ولو كان فيها تدمير وتفجير , وهل بعث هؤلاء لكي يحاسبوا الولاة والحكام على أخطائهم بالقوة والعنف , لاشك أن ظلم الحكام على أنفسهم وأما ظلم الرعية فهو على الحاكم هذا ماجاءت به السنة وبينه الشرع ويدلل لذلك حديث وائل بن حجر قال : قلنا يارسول الله أرأيت إن كان علينا أمراء يمنعونا حقنا ويسألونا حقهم ؟ فقال : " اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ماحملوا وعليكم ماحملتم " وهذا الحديث رواه مسلم في صحيحه , وحديث عبادة بن الصامت في صحيحه حيث قال : بايعنا رسول الله صى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في السر والعلن وعلى النفقة في العسر واليسر والأثرة وأن لاننازع الأمر أهله إلا أن نرى كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان " . وهذا الحديث رواه الشيخان  .
وهذه أبياتٌ قلتها في حرمة الخروج على الوالي والحاكم والأمير وغيرهم ممن ولي ولاية شرعية أقول فيها :
يامن يريد الحق عض على الهدى * كي لاتبور وتنجو فيهــــا من ردى
إن الهدى مازال يعــلو شامخــــــاً * هو في شريعة أحمدٍ ضاوي المدى
فلقد أبان الحـــق غير مقصـــــــر * فيها فــــــويلٌ للذي يحمى العــــــدا
وعن الجماعة بان كامل فضلهـــا * ومن اغتنى عن ذاك ليس مســودا
"إن الجماعة رحمةٌ" قد قالهــــا * هادي الأنام إذا الفــراق قد بدا
وذاك نـصٌ قد رواه أحــــــــــــمدٌ * وروى فضالة آخـــــر بمن اعتدى


وأقصد بالنص الذي رواه أحمد هو حديث النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الجماعة رحمة والفرقة عذاب "  , والذي روى فضالة بن عبيد هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لاتسأل عنهم : رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصياً وعبد أبق فمات وامرأة غاب عنها زوجها يكفيها المؤونة فتبرجت بعده " .  فهذا ملخص عن الكلام في هذا الشأن ودمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محمد بن ثنيان ( الجد الأكبر لعائلة الثنيان ) توثيق تاريخي

أحاديث لايعرفها الكثير من الناس

ماهو شاهين ؟ ؟ الحاسب العملاق shaheen super computer