من المشكل في نظر الجهاديين . .

الحمدلله الكريم المنان والصلاة والسلام على الرسول العدنان أما بعد :

إن من ينظر في فقه الأقليات المسلمة في مشارق الأرض ومغاربها يجد أن كثير من الأقليات المسلمة يجهلون كثيراً من أحكام دينهم وخصوصاً فيما يتعلق بعلاقتهم مع المجتمعات الأخرى . .

كيف يعاملونهم وكيف يتعاملون معهم وكيف يتعايشون سوياً من دون إعاقات ومن دون معوقات من مجتمعاتهم الكافرة الذين يتعايشون معهم وعلى فرض أن هؤلاء قادرين على إظهار دينهم براحة تامة كيف يتعاملون مع المحاربين في مجتمعهم الذي هم فيه وهل يجاهدونهم ويقاتلونهم مادام أنهم قاتلوهم أم يهاجرون ويتركونهم أم ماهو العمل ؟ .

الكلام في هذا كثير ولكن أمر الله المؤمنين في أول الإسلام بالكف عن المشركين وقتالهم إلى أن تقوى شوكة المسلمين فقال تعالى في سورة النساء:(ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخية الله أو أشد خشيه . . . ) الآيه , وهذه الآية نزلت في عبدالرحمن بن عوف الزهري والمقداد بن الأسود الكندي وقدامة بن مظعون الجمحي وسعد بن أبي وقاص وجماعة كانوا يلقون من المشركين بمكة أذىً كثيراً قبل أن يهاجروا ويقولون : يارسول الله إذن لنا في قتالهم فإنهم قد آذونا فيقول لهم الرسول صلى الله عليه وسلم :" كفوا أيديكم فإني لم أومر بقتالهم " وهذا الخبر ورد في أسباب النزول للواحدي وأخرجه النسائي عن ابن عباس وأورده البغوي في تفسيره .

ولكي نلخص الكلام في ذلك لنعلم أن الهجرة مأمور بها في عدة مواضع في كتاب الله وامتدح الله المهاجرين في سبيله فقال : ( والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزقٌ كريم ) وقال جل جلاله : (ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة ومن سيخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيماً ) .

وذم الله الذين يستضعفون في الأرض ولم يهاجروا فقال تعالى : (إن الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً * غلا المستضعفين من الرجال والنساء . . ) الآيه , وقد هاجر ابراهيم الخليل لما رأى عصيان قومه الذي بعث إليهم وامتدح الله فعله فقال الله عنه :(فآمن له لوط وقال إني مهاجرٌ إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم ) .

وبا لنسبة لوجوب الهجرة من عدمها فقد أخبر النبي بذلك فقال صلى الله عليه وسلم :" لاهجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا ) وهذا هو حديث ابن عباس وهو متفق عليه وروا أحمد أيضاً والترمذي والنسائي وأبوداوود وهذا الحديث لايعني عدم وجوب الهجرة فقد ورد حديث لمعاوية بن أبي سفيان أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" لاتنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولاتنقطع التوبة حتى تخرج الشمس من مغربها " وهذا الحديث رواه النسائي وأبوداوود وأحمد وإن قال الخطابي : أن في هذا الحديث مقال ولكن هناك آية من كتاب الله شديدة اللهجة وهي دليل على استمرار وجوب الهجرة على من خشي الفتنة وقد قطع الله علاقة الإيمان فيها عن من لم يهاجر وهي في سورة الأنفال قال تعالى :(والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا ) ولكن هذا لايعني أننا نتبرأ منهم فهذا لايجوز فيجب علينا أن ننصرهم قال تعالى بعد هذه الآية مباشره (وإن استصروكم في الدين فعليكم النصر ) الآيه وملخص الكلام في هذا ماذكره الشوكاني في (شرح المنتقى ) فقال :

إنك تجدهم قد اختلفوا في كل وجه من وجوه المسألة إلا اثنين :

* أحدهما :عدم التمكن من إقامة الدين بالفتنة ؛ وهي حمل المسلم على الكفر أو مخالفة دينه في فعل أو ترك أو بالجهل .

* وثانيهما :الجهاد الديني ؛ أي : المتعلق بحماية دعوة الإسلام وأمن أهله على دينهم وحقيقتهم .
ففي هاتين الحالتين تجب الهجرة بلا خلاف .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محمد بن ثنيان ( الجد الأكبر لعائلة الثنيان ) توثيق تاريخي

أحاديث لايعرفها الكثير من الناس

ماهو شاهين ؟ ؟ الحاسب العملاق shaheen super computer