* شذرات من جهود السلف في طلب العلم *

لايخفى على كثير من الناس ممن قرأ كتب السيره والتاريخ ولاعن طلبة العلم ماقدمه السلف الصالح والرعيل الأول من جهود جبارة في حفظ السنة والكتاب ومآثر الأخبار ووالله لانعلم اجماع أمة من الأمم على التدوين والمنافسة في طلب العلم والحرص والمثابرة والكدح في طلب المعالي على مر الزمان مثل ماحصل في القرون المفضلة الأولى من هذه الأمة المحمديه والنماذج خير دليل وإجابة لكل تعليل تقمع جدل المجادل وتزهق كل باطل وإليكم بعض النماذج منها :

* ماذكر ابن رجب في كتابه :(الذيل على طبقات الحنابله ) ج1 : قال طلحة بن مظفر : بيعت كتب ابن الجواليقي في بغداد فحضرها الحافظ أبو العلاء الهمداني وكان عاشقاً محباً للكتب فعرضوا مجموعة من الكتب بستين ديناراً فاشتراها الهمداني ولم لديه آنذاك مال في جيبه فانطلق إلى مدينته همدان فلما وصلها عرض داراً له للبيع فبلغت ستين ديناراً فقال : "بيعوا" فقيل له : لو انتظرت يوماً أو يومين فستبلغ قيمة الدار آلافاً والدار تساوي أكثر من ستين ديناراً فرفض وقال :" بيعوها " فباعوها بستين ديناراً وهي تساوي آلافاً ثم رجع إلى بغداد فدفع ثمن الكتب وأخذها إلى بيته وماعلم به أحد .
* ومن ذلك فعل الإمام الحافظ صالح بن أحمد رحمه الله الذي كان يملي الحديث بهمدان وكانت له أرض فباعها بسبع مائة دينار فلما استلم الدنانير فرقها ووزعها على محابرتلاميذه من أصحاب الحديث ــ ذكر ذلك الذهبي في تذكرة الحفاظ ــ .
* ومن ذلك ما حصل لابن جرير الطبري رحمه الله عندما شق كمي ثوبه وباعهما لكي يوفر مبلغهما لطلب العلم .
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ قال عبدالله بن أحمد الفرغاني :( رحل ابن جرير الطبري لطلب العلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة بعدما سمح له أبوه بالسفر , وكان أبوه يرسل له المال تلو المال ليستعين به في طلب العلم , يقول ابن جرير : " فمرة أبطأت عني نفقة والدي وتأخرت ففتقت كمي قميصي وبعتها واستعنت بثمنها على طلب العلم .
* ومن ذلك ماورد عن يحي بن معين أنه قال :" كتبت بيدي هذه ستمائة ألف حديث " .  .  وماورد أيضاً عن عبد بن يعيش حيث قال : " أقمت ثلاثين سنة ماأكلت بيدي في الليل لأني كنت مشغولاً بكتابة الحديث فكانت أختي تلقمني الحديث بيدها " ورد ذلك في كتاب (تقييد العلم) للخطيب البغدادي فسبحان الله العظيم نسي (عبدٌ) هذا نفسه وحظها من الطعام والشراب , فمثل هذا هو العبد الحقيقي لله فحقق العبودية لله بطلب العلم وعبد الله على بصيرة ونحن وغيرنا قصر في ذلك فلله درُ ألئك الرجال الذين قدمو ولم نقدم شيئاً فعسى أن يرحمنا ربنا ويتجاوز عنا
* ومن أسفارهم أولئك الرجال شيء كثير يصعب عده وحصره فمن ذلك مثلاً : قول عبدان الجواليقي رحمه الله : " رحلت إلى البصرة ثماني عشرة مرة من أجل حديث أيوب السختياني كلما ذكر لي حديث من أحاديثه يوجد فيها رحلت إليه لأسمعه " .
* وورد أيضاً في طبقات الشافعيه للسبكي : قال أبو بكر النيسابوري عن نفسه : (لقد  أقمت أربعين سنة لأنام الليل إلا جاثياً ـ أي لاينام إلا والكتاب بين يديه لأنه كان يقرأ حتى تغلبه عيناه فينام وهوجالس يقرأــ وصليت الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة  وكان يقول : هذا كله قبل أن أعرف أم عبدالرحمن (التي هي زوجته) . ثم يقول : إيش أقول لمن زوجني ثم قال : ماأراد إلا الخير ) فانظر يالقارئ الكريم كيف إخلاصه وعبادته , ومع ذلك يدخله الخوف من جنوح النيه وزيغها عن الإخلاص للرب الحق . . فالصمت والإعتبار خير موعظه لصناع القرار . ودمتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محمد بن ثنيان ( الجد الأكبر لعائلة الثنيان ) توثيق تاريخي

أحاديث لايعرفها الكثير من الناس

ماهو شاهين ؟ ؟ الحاسب العملاق shaheen super computer