بغداد وما ورد فيها من الأخبار

من ناحية تسمية بغداد وأصل التسميه يقول ابن كثير في البداية والنهايه ـ الجزء العاشرـ ص104 : " فيها أربع لغات بغداد وبغداذ باهمال الدال الثانية واعجامها , وبغدان بالنون آخره وبالميم مع ذلك أولاً مغدان وهي كلمة أعجمية قيل أنها مركبة من (بغ ) و(داد) فقيل بغ : بستان وداد: اسم رجل وقيل بغ : اسم صنم وقيل شيطان , وداد : عطية أي (عطية الصنم ) ولهذا كره عبدالله بن المبارك والأصمعي وغيرهما تسميتها بغداد وإنما يقال لها : مدينة السلام وكذا اسماها بانيها أبوجعفر المنصور أن دجلة يقال لها يقال له وداي السلام , ومنهم من يسميها (الزوراء) " .
ثم إن الذي يروى في بغداد من الأحاديث فهو مكذوب بسبب رواته فمن الأحاديث التي رويت حديث : " تبنى مدينة بين دجلة ودجيل وقطر بل والصراة تجبى إليها خزائن الأرض وملوكها جبابرة , فهي أسرع ذهاباً في الأرض من الوتد الحديد في الأرض الرخوة " وهذا الحديث من طريق عمار بن سيف وهو متهم وقد  قال الخطيب البغدادي : " وقد رواه عن عاصم الأحول  ـ وهو من رواة هذا الحديث ـ سيف بن اخت سفيان الثوري وهو أخو عماربن سيف .  وقال ابن كثير : كل من عمار بن سيف وسيف ضعفاء متهمون يرمون بالكذب وقال الإمام أحمد ويحي بن معين : ليس لهذا الحديث أصل .
المهم في الأمر أن بغداد مدحت وذكر المؤرخون لها من المحاسن الشيء الكثير , قال أبوبكر بن عياش : الإسلام ببغداد , وقال يونس بن عبد الأعلى الصدفي : قال لي الشافعي : هل رأيت بغداد ؟ قلت : لا ! قال : مارأيت الدنيا وقال ابن مجاهد : رأيت أباعمرو بن العلاءفي النوم فقلت : مافعل الله بك ? فقال دعني من هذا , من أقام ببغداد على السنة والجماعة ثم مات نقل من جنة إلى جنه  , وقال آخر اردت الإنتقال من بغداد فرأيت كأن قائلاً يقول في المنام : أتنتقل من بلد فيه عشرة آلاف ولي لله عز وجل ؟ .
وقال بعضهم : رأيت كأن ملكين اتيا بغداد فقال أحدهما للآخر : اقلبها فقد حق القول عليها . فقال الآخر : كيف أقلب بلداً يختم فيه القرآن كل يوم خمسة آلاف ختمه ؟ . وقال أبو مسهر عن  سعيد بن عبدالعزيز بن سليمان بن موسى قال : إذا كان علم الرجل حجازياً وخلقه عراقياً وصلاته شامية فقد كمل .
وقالت زبيدة لمنصور النمري : قل شعراً تحبب فيه بغداد إلي فقد اختار عليها الرافقة فقال :
ماذا ببغداد من طــيب الأفــــــــــــانين      ومن منازه للـدنيـــا وللديــــــن
تحيي الرياح بها المرضى إذا نسمت      وجوشت بين احشاء الرياحين
وجوشت هنا أي أدخلت في أجواف الريحان والروائح العطره
قال : فاعطته ـ اي زبيدة ـ الفي دينار واقول : كان الفراغ من بناء بغداد في سنة ست واربعين ومائه  وقيل في سنة ثمان واربعين وقيل إن خندقها وسورها كملا في سنة سبع واربعين , ولم يزل المنصور يزيد فيها ويتألق في بنائها حتى كان آخر بناء فيها قصر الخلد فظن المنصور أنه يخلد فيها أو أنها تخلد فلا تخرب فعند كماله مات وقد خربت بغداد مرات عديده وذكر ذلك كله ابن كثير في البداية والنهايه والله المستعان وعليه التكلان .
  

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محمد بن ثنيان ( الجد الأكبر لعائلة الثنيان ) توثيق تاريخي

أحاديث لايعرفها الكثير من الناس

ماهو شاهين ؟ ؟ الحاسب العملاق shaheen super computer