مأساة جدة وكارثة جدة بين الشعر والنثر (قصيدة مواساة ) ، ، .

الحمدلله على القضاء والحكمة والنعمة والرحمة ، والصلاة والسلام على نبي الهداية والمرشد بالوصاية صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أهل الدين والسماحة والبيان والفصاحة الذين أبانوا الحق ولم يكتموا وأرشدوا ولم يعتدوا وبنبيهم اقتدوا وعلى من تبعهم وبهديهم استرشدوا . . وبعد :
ففي يوم الإربعاء الموافق للثامن من شهر ذي الحجة لعام 1430هـ حدث أن حصل أن كنت وقتها مشعر منى فسمعت من بعض الحاضرين أن جدة داهمها سيل لايتصور ولا تتخيّل أضراره وأنه هدم الشوارع والبيوت وسقط فيه عدد من الشهداء ــ نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحداً ــ وهالني الأمر عندما رأيت وأبصرت ماحدث ووقع لكثير من الأسر وخاصة في حي قويزة فدعوت الله من قلب صادق أن يعوضهم مافقدوا خيراً قبل ذلك ، ثم تحرك القلم بعد وقت لكي يكتب قصيدة في وصف الحدث فيها ابتهال وتضرع ووصف متنوع لهذا الحدث والله أسأل أن ينفع بها القارئ والسامع أقول فيها :

يامن إليه المشتكى في كل آنٍ يرفعُ * ولكل عبدٍ مؤمن أو فاجرٍ هو يسمعُ
يامن إليه يؤول تدبير الأمور بقدرةٍ * وبرحمة وبعزةٍ وبقوله لايرجـــــــعُ
يامن يهيمن دائباً في كل ماقد يقضه * وإذا قضى أمراً فإن الأمر ذلك واقــعُ
يامن له التصريف في كل الأمور جميعها * طوعاً وكُرهاً إذ له كل البرايا تفزعُ
يامن إليه الكون لايُدعى سواه لحاجةٍ* فله الخلائق في الكروب وفي النوائب تخضعُ
رحماك يارباه لاأرجو سواك تألهاً * إني لما أبصرت من بلواهم أسترجـــعُ
فلقد رأيت فواجعاً وكوارثاً في جدة * منها العقول والقلوب والنفوس توجّعُ
ذهبت بألباب العقول المنصفات بحيرةٍ * وتفوق وصفاً للحديث ومن يرى يتلوّعُ
ماذا يرى لو قد رأى إذ لو رأى بيقينه * كان المُشاهد لايَسر وفوق مايتوقّعُ
ذاك الغريق بلجّة السيل المكفكف صائحاً * يدعو ألا من منقذً إني أنا أتضرّعُ 
وتلك سفعاءٌ جرى من مقلتيها دمعها * يانجدتي ياصحبتي ياأمتي تستشفعُ 
ثَمَّ ترى طفلاً يُساق إلى مهاوٍ يرتجي * وأبوه نحو طريقه كالمستغيث المُسرعُ
وترى من الأمواج مايلقي بحملٍ هادرٍ * ويسوق من كل المراكب طمطماً متصارعُ
فلقد عجبت من المياه الناضحات بحملها * وتجر من كتل الحديد وبعضها مستجمعُ 
فتسوقه بخطامه مثلُ النعاج مقــــــادةً * هي تارةً موضوعة وتلك أخرى ترفعُ  
زخماً مهولاً هائلاً من كل شيءٍ جاذبٌ * من سائر الأحمال قسراً حادراً يتوسّعُ 
فتلك أخشاب وصخر نازلٌ متحدرٌ * وذاك طميٌ لايقرّ وجارف يتبلّــــعُ
وذاك جسمٌ عائم في لجة مسعورة * طافٍ تجده وبعضها يرمى به متصدعُ
وتلك أمٌ تصطلي في نار حزنٍ دائمٍ * تستنجد القوم الكرام ونفسها تتجرّعُ 
رحماك يارب العباد فذاك قرعٌ منذرٌ * كفوا عن الآثام ياقومي اسمعوني ثم عُوا(1)
فلقد رأيت بأن كلَّ سلامة محظورة * عن كل عاصٍ مذنبٍ والرب جلّ مشرّعُ
لاتستقيم أمورنا إلا بشرعٍ حاكمٍ * وختامها أدعو الإله وقلبي فيها ضارعُ
أن يرحم الموتى الذين قضوا بذلك نحبهم * إن المُجيب لسامعٌ ومقرّب من يخضعُ
وأن يعوض كل من قد ناله من كربةٍ * في ماله وعياله وفضل ربي أوســــــعُ
  ثم الصلاة على الحبيب وآله والصاحب * ومن على النهجِ قفا أو صار فيه مولعُ 

وبالله الإستعانة والتوفيق في كل فرج وضيق وإليه السلوك في الطريق  , , , . 

************************************************************************
(1) كلمة : " عوا " فعل أمر من وعى يعي وفعل " عوا " مأخوذ من الوعي .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

محمد بن ثنيان ( الجد الأكبر لعائلة الثنيان ) توثيق تاريخي

أحاديث لايعرفها الكثير من الناس

ماهو شاهين ؟ ؟ الحاسب العملاق shaheen super computer