اللغة العربية بين الإهتمام والتضييع
الحمد لله وكفى والصلاة على النبي المصطفى أما بعد :
أيها الأخوة القراء الكرام والمتصفحون النبلاء ، إننا عندما نجد وننظر في زماننا الذي نحن فيه ، نجد أن كثيرا من شبابنا في هذا اليوم ، قد غفل عن الإهتمام بموروثه الديني واللغوي وصار يلهث وراء ثقافات ولغات ، ينهل ويتعلم منها مايضره ولا ينفعه ، وما يخفض به ولا يرفعه ، فتجد أنه معجب بلغة ما وبثقافة معينة ، وعندما تفتش فيها ماتجد إلا حثالة الحياة وتراسب التقاليد الموروثة البعيدة كل البعد عن المنهج السوي والمقصد الرباني في المعيشة ، ولا تجد كثيرا منها ماتدعو إليه الفطرة من هذه التقاليد فضلاً عن كونها تخالف العقل السليم ، وأخص بالذكر في هذا الوقت " فتنة اللغة الإنجليزية " واللهث ورائها ، وتجنيد أبناء البيوت لتعلمها ، فمهلاً أيها العقلاء ، أيها المسلمون الحصفاء ، ماذا يراد من هذا الذي هو بأدق التعابير " مشروع تغريبي " بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى وماتحويه من مفهوم . . . . .
ألم تروا ماذا قال قائل من هؤلاء المستشرقين والمتطفلين على موائد الإسلام والعروبة حينما اجتمعوا في أحد المؤتمرات قال قائلهم :
ألغوا لغة القرآن ؟ . . قالوا : كيف نلغيها ؟ . . قال : حاربوا اللغة العربية ؟ . . قالوا : كيف نحاربها ؟ . . . قال : سلّطوا عليها اللغة الإنجليزية واللهجات العامية .
وقد عرفوا أن فهم اللغة العربية فهماً جيداً هو السبيل لمعرفة الدين بكل شرائعه وتفريعاته وأول ذلك كتاب الله العظيم ، الوحي الأول ، الذي من فهمه وطبقه كما يجب ، تأثر به وقاده إلى السيادة والريادة في الدنيا والآخرة . . . . فإلى هؤلاء الشباب وإلى كل الأحباب هذه الكلمات من قصيدة عن لغتنا العربية الميمونة الكريمة المحتد والقديمة المولد ، أعبر فيها تجاه هذه القضية المهمة وأرجوا الله أن يكتب لها ولأهلها الوصول إلى القمة فأقول :
مابال قومي يارفيق الأزمــات * ثاروا على موروثهم أضحوا شتات
قاموا على أس المعارف والهدى * لغة الديانة أ ُقصيت أين الأباة ؟
ستبوء غيظـــاً يامكاشح إنهــــا * لغتي أتُقصى ياقليلي المكرمات
قد كان في زمن مضى أمجادها * والآن صارت رهن كيدٍ من جفاة
لغتي إذا مادُس فيها الشائعات * الأم كانت حينهـــا بين البنات
لاتعص ِ بنتٌ أمها أبــــداً ولا * يبغ ِ الدّعي على الأصيل من اللغات
ماضاق لفظ ٌ في ثناياها بـــدا * بل ضاق عقلٌ للمفكر والنحـــاة
وسعت من العلم العلوم جميعها * أين العدول والعدالة والوصاة
من ظن فيها ثغرةً لايــــعدونّ * ذا جنّة منّا وقد كذب الوشــــاة
زادي الفصيح من الكلام وبهجتي * تلك الطريقة أرتضيها للممات
لغتي شموخٌ في القديم وفي الورى * كم من لسان ٍ آل يوماً للفوات
بقيت بقاء الدهر بعدهم عســــى * من كادها لاتستطيب له حياة
إنـــّا لقينا من يبيع ولائـــــه * من كل خب ٍّ غارق ٍ في الملهيات
قد صُودر فوق الهوية نُطقهم * بئس العدوّ هم الأعادي والبُغاة
باع الجناةُ عقولهم مع دينهم * صاروا بلا عقل ودين في سبات
لقد استرقّ الغربُ منّا أنفساً * منطوقهم جلب المصالح للعداة
داءٌ سرى بين الخذول لقومه * أو من تغرّب في ديار الموبقات
لم يحسنوا ديناً ولا دنيا بقت * متذبذبين تجردوا للمنكــــــرات
لغتي تنوح وعزّكم في عزّها * هذا نداءٌ للنفوس الساميــــات
ألا اخوتاه تفاخروا ببيانكم * هذا البيان وما عداه الظُلمـــات
لغة ٌ أدان لها البريّة ربُنـــا * قهراً وذلك من عظيم المُعطيات
فلها المكانة في قلوب عبــاده * سبحانه ربُّ العطـــــايا والهبات
تالله لو قصُرت عن الحق بنا * لم يرتضيهــــــا خــالقي للبينات
**********************************
تعليقات
إرسال تعليق